الساعات الإضافية.. شر لا بد منه؟

 – ليلى الشهري* – 

الدروس الخصوصية أو دروس الدعم والتقوية (السوايع) كلها كلمات تشير إلى الدروس التي يتابعها التلاميذ خارج أوقات الدراسة في المؤسسات التعليمية، أصبحت ظاهرة تفرض نفسها وسط المجتمع المغربي، وبالرغم من غياب أرقام تبرز عدد التلاميذ الذين يتابعون هذه الدروس، فالإقبال على الساعات الإضافية أصبح ملحوظا.

 

مريم (اسم مستعار)، وهي تلميذة تتابع دراستها في السنة الثانية بكالوريا بالثانوية التأهيلية الزرقطوني بني ملال. توضح في تصريح لجريدة ملفات تادلة سبب إقبالها على الساعات الإضافية “هناك فرق بين شرح الأستاذ أثناء الحصة المدرسية، وشرح نفس الأستاذ أثناء حصة الدعم”، تقول مريم.

 

نفس الموقف عبر عنه طه، زميل مريم، حيث قال إنه يقبل على دروس الدعم والتقوية لأنه يحس “بنقص كبير في استيعاب المعلومات كاملة داخل حجرة الدرس، وذلك راجع لضيق الوقت، ولكن في حصص الدعم والتقوية أشعر بأنني استفيد أكثر، خصوصا المعلومات التي ستفيدني في الامتحان الوطني”.

 

ويقول سعد الكرف، وهو مشرف وأستاذ بإحدى مؤسسات الدعم والتقوية، في تصريح لجريدة ملفات تادلة، أن هناك إقبالا كبيرا من طرف تلاميذ مستوى البكالوريا على الساعات الإضافية في مختلف الشعب وخصوصا قبل الامتحانات، حيث تعرف أعداد التلاميذ تزايدا.

 

ويوضح محمد (اسم مستعار)، وهو أب لثلاثة أبناء أن دروس التقوية أصبحت ضرورة ملحة رغم ذكاء واجتهاد التلاميذ، “لابد من الساعات الإضافية وبالخصوص لفائدة التلاميذ في المستويين الأولى بكالوريا والثانية بكالوريا، لقد أصبحت دروس التقوية الليلية نشاطا أساسيا للمؤسسات الخصوصية”.

 

ويشير محمد إلى أن التكاليف تتراوح ما بين 1500 درهم إلى 2000 درهم شهريا، “هذه تكاليف خيالية وغير معقولة ولا يمكن للطبقتين المتوسطة والفقيرة أن توفرها لأنها تشكل أكثر من 50٪ من دخل الأسرة الذي لا يكفي لاحتياجاتها اليومية”.

 

الأستاذ العربي عماد، رئيس المركز المغربي للتربية المدنية، وخبير دولي في قضايا التربية والتكوين، انتقد دروس التقوية لأن هدفها هو “تأهيل للتلميذ فقط وتهييئه لاجتياز الاختبار للحصول على نقطة عالية، وهذا ما تتهافت عليه الأسر لكي يتمكن التلميذ من ولوج مؤسسات الاستقطاب المحدود ككلية الطب وكلية الهندسة”.

 

وأوضح العربي، الذي تحدث في برنامج تلفزيوني على القناة الأولى، أن الخلل يكمن في المنظومة لأنها لازالت تعتمد على الاختبارات للامتحانات الإشهادية، وفي الوقت التي تكون فيه المنظومة التربوية تعتمد على تقوية قدرات التلميذ في التحليل والنقد وتقوية كفاياته وتقوية قدراته في التعليم مدى الحياة وفي عالم الشغل آنذاك سيكون لدينا تلميذ مغربي قادر على مواجهة الاختبارات وكذلك تحديات الحياة.

* طالبة متدربة

 




شاهد أيضا
تعليقات الزوار
Loading...