– ملفات تادلة 24 –
أقلعت مركبة “ستارلاينر” الفضائية التابعة لشركة “بوينغ” أمس الأربعاء من فلوريدا باتجاه محطة الفضاء الدولية وعلى متنها رواد فضاء للمرة الأولى، في مهمة من شأنها أن توس ع الخيارات المتاحة على صعيد المركبات القادرة على نقل البشر إلى الفضاء.
وبعد سنوات من التأجيلات المتتالية وإلغاء محاولتي إقلاع في اللحظات الأخيرة خلال شهر واحد، يتعين على “بوينغ” أن تثبت خلال هذه الرحلة التجريبية أن “ستارلاينر” آمنة لاستخدامها في عمليات منتظمة، رغم تأخرها أربع سنوات عن “سبايس إكس” التي توفر مركباتها خدمات نقل لرواد وكالة “ناسا” الأمريكية إلى محطة الفضاء الدولية منذ سنة 2020.
وقد انطلق الصاروخ “أطلس 5” المصنوع من مجموعة “يونايتد لانش ألاينس”، وعلى قمته كبسولة “ستارلاينر”، في الساعة 10.52 صباحا (14.52 بتوقيت غرينيتش) من قاعدة كاب كانافيرال في فلوريدا. ويضم طاقم المهمة رائدي الفضاء في وكالة “ناسا” بوتش ويلمور وسوني وليامز، وهما من المخضرمين في مجال الرحلات الفضائية.
وقال قائد المهمة بوتش ويلمور قبل دقائق من الإقلاع “يشرفني أنا وسوني أن نتشارك حلم رحلة الفضاء مع كل واحد منكم”.
ويتوقع أن يمضي رائدا الفضاء ما يزيد قليلا عن أسبوع في محطة الفضاء الدولية، على أن يعودا أيضا عبر مركبة “ستارلاينر”.
وتسعى وكالة الفضاء الأمريكية إلى أن تكون لديها مركبة ثانية بالإضافة إلى تلك المصنوعة من شركة “سبايس إكس” حتى تتمكن من التعامل بشكل أفضل مع المشكلات المحتملة في أي من الكبسولات أو مع حالات الطوارئ.
وقد تكللت محاولة الإقلاع الثالثة بالنجاح، بعد محاولتين فاشلتين، أولاهما في بداية ماي الماضي، والثانية الأسبوع الماضي، ألغي خلالهما الإقلاع في اللحظات الأخيرة، رغم أن رائدي الفضاء كانا قد تموضعا في مكانهما داخل الصاروخ الذي كان ممتلئا بالوقود.
ويعود الإلغاء الأول إلى مشكلة في صمام الصاروخ، ثم حصلت مشكلة في إمداد الكهرباء لأحد أجهزة الكمبيوتر الموجودة على الأرض.
كما استدعى تسرب صغير للهيليوم على أحد محركات مركبة “بوينغ” الفضائية وقت تحليل إضافي، لكن تقرر في النهاية عدم إصلاحه قبل الرحلة، لأنه لا يمثل خطرا وفقا لوكالة ناسا.